الحمد لله وحده والصلاة والسلام على الرحمة المهداه والنعمة المزجاه نبينا وقدوتنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه..
أما بعد:
فهذه أحاديث صحاح جمعتها من مختصر الشمائل .. وسأكتفي بالذكر فقط دون تعليق.
اسأل الله أن ينفع بها .
أصحاب الزرع
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُحدّث – وعنده رجل من أهل البادية – فقال صلى الله عليه وسلم : " إن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له : ألستَ فيما شئتَ ؟ قال : بلى ، ولكن أحب أن أزرع ،
قال : فبذر ، فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده فكان أمثال الجبال ، فيقول الله : دونك يا ابن آدم ، فإنه لا يُشبعك شيء " .
فقال الأعرابي : والله لا تجده إلا قرشياً أو أنصارياً ، فإنهم أصحاب زرع ، وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم .
أي أنه لما بذر الحَبَّ لم يكن بين استواء الزرع وإنجاز أمره كله من القلع والحصاد والتذرية والجمع والتكريم إلا قدر لمحة البصر . رواه البخاري .
مداعبة الصغار
عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير : " يا أبا عُمير ما فعل النُّغير ؟ "
يعني عصفوراً كان يلعب به ، فمات . رواه البخاري ومسلم .
المسابقة العظيمة
عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدُن ، فقال صلى الله عليه وسلم للناس : " تقدموا " فتقدموا ، ثم قال لي : " تعالي حتى أُسابقك " فسابقته ، فسبقتُهُ . فسكتَ عني ، حتى إذا حملت اللحم وبدُنت ونسيت خرجتُ معه في بعض أسفاره ، فقال للناس : " تقدموا " فتقدموا ، ثم قال لي : " تعالي حتى أُسابقك " ، فسابقتُه ، فسبقني ، فجعل يضحك وهو يقول : " هذه بتلك " .
إنا راجعون غدا:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف قال : " إنّا قافلون غداً إن شاء الله "
فقال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا نبرح أو نفتحها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فاغدوا على القتال " فغَدوا فقاتلوهم قتالاً شديداً وكثر فيهم الجراحات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنا قافلون غداً إن شاء الله " فسكتوا ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه البخاري .
خيل لها أجنحة !
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك – أو خيبر – وفي سهوتها ستر ، فهبَّت ريح فكشفت ناحية الستر من بنات لعائشة لُعَب فقال صلى الله عليه وسلم : ( ما هذا يا عائشة ؟ ) قالت : بناتي .
ورأى صلى الله عليه وسلم بينهن فرساً له جناحان من رقاع ، فقال : ( ما هذا الذي أرى وسطهن ؟ ) قالت : فرس ، قال صلى الله عليه وسلم : ( وما هذا الذي عليه ) قالت : جناحان ، قال صلى الله عليه وسلم : ( فرس له جناحان ؟! ) قال : أما سمعت أن لسليمان عليه السلام خيلاً لها أجنحة ؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيت نواجذه . رواه أبو داود وصححه الألباني.
الابتسامات الذهبية
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أحسن الناس ثغراً .
وسئل ابن عمر رضي الله عنهما : هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟ قال نعم ، والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبال .
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : أكثر ما ضحكتُ مع أصحاب رسول الله ، وأكثر ما بكيت معهم
آخر من يدخل الجنة
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها ، وآخر أهل الجنة دخولاً ، رجل يخرج من النار حبواً ، فيقول الله : اذهب فأدخل الجنة فيأتيَها فيُخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول : يا رب وجدتُها ملأى ، فيقول : اذهب فادخل الجنة ، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها ، فيقول : تسخر مني أو تضحك مني وأنت الملك ؟ ) فلقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه ، وكان يُقال : ذلك أدنى أهل الجنة منزلةً ، رواه البخاري ومسلم .
اذهب يا أنيس
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقاً فأرسلني يوماً لحاجة ، فقلتُ : واللهِ لا أذهب – وفي نفسي أن أذهب لما أمرني نبي الله صلى الله عليه وسلم – قال :
فخرجتُ حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قابض بقفاي من ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك فقال : " يا أنيس ، اذهب حيث أمرتُكَ " قلت : نعم ، أنا أذهب يا رسول الله .
هل تدرون مم اضحك ؟!
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال صلى الله عليه وسلم : " هل تدرون مِمَّ أضحك ؟! "
قال : فقلنا : الله ورسوله أعلم !
قال صلى الله عليه وسلم : " من مخاطبة العبد ربّه يقول : يا رب ألم تُجرني من الظلم ؟ فيقول الله : بلى ، بلى ، فيقول العبد : فإني لا أجيز على نفسي إلاّ شاهداً مني ، فيقول الله : كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً ، وبالكرام الكاتبين شهوداً ، قال : فيختم على فيه ، فيُقال لأركانه ( لجوارحه ) : انطقي ، فتنطق بأعماله ثم يخلي بينه وبين الكلام ، فيقول العبد لأركانه : بُعداً لكُنَّ وسُحقاً ؛ فعنكُنَّ كنتُ أُناضل " . رواه مسلم .
أين كبار ذنوبي ؟
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يُؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها ، قال : فتعرض عليه ويُخَبَّا عنه كبارها ، فيُقال : عملتَ يوم كذا وكذا وكذا ، وهو مقرٌ لا يُنكر ، وهو مُشفق من الكبار ، فيُقال : أعطوه مكان كل سيئة حسنة ، قال فيقول : إن لي ذنوباً ما أراها !! " .
قال أبو ذر : فلقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه .
رواه مسلم بنحوه .
أتصدق به على نفسي ؟!
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلكتُ ، وقعتُ على أهلي في رمضان . فقال : " أعتق رقبة " قال : ليس لي ، قال صلى الله عليه وسلم : " فصم شهرين متتالين " قال : لا أستطيع ،
قال صلى الله عليه وسلم : " فأطعم ستين مسكيناً "
قال : لا أجد . فأتى رسول الله صلىالله عليه وسلم بعرق ( أي مكتل ) فيه تمر ، فقال : " أين السائل ؟ تصدّق بها "
قال : أعَلَى أفقرَ منّي ؟ والله ما بين لابَتَيها أهل بيت أفقر منا . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ، وقال : " فأنتم إذاً " . رواه البخاري .
المنام العجيب
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال : يا رسول الله ، رأيتُ فيما يرى النائم البارحة كأنّ عنقي ضُربت فسقط رأسي فاتبعتُه ثم أعدَتُهُ مكانه ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " إذا لعب الشيطان بأحدكم فلا يحدث به الناس " رواه مسلم .
من يشتري العبد ؟!
عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً ، وكان يُهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هديةُ من البادية فيجهزه ( يعطيه زاداً ومتاعاً ) النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن زاهراً باديتنا ( من أهل البادية ) ونحن حاضروه " .
وكان رجلاً دميماً ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه واحتضنه من خلفه – وهو لا يبصر النبي صلىالله عليه وسلم – فقال : مَن هذا ؟ أرسِلني ، ثم التفت فعرف أنه النبي صلى الله عليه وسلم .. فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " مَن يشتري العبد ؟ " . فقال : يا رسول الله إذاً والله تجدني كاسداً . قال صلى الله عليه وسلم : " لكن عند الله لستَ بكاسدٍ ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مختصر الشمائل – صحيح.