السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تسرع إليكم من قلبي تحية وتهنئة وحرص على أن نجتمع في جنات الفردوس جميعا وأود كما عودتكم باختصار أن أذكر نفسي وإياكم باقتراب ساعات الفرج ساعات العتق من النار ساعات يوم عرفة الذي هو سبب بإذن الله تعالى لنرحم ويتوب الله عنا.
فعما قليل يقف إخوانكم بعرفة في ذلك الموقف فهنيئا لمن رزقه يجاورن إلى الله بقلوب محترقة ، ودموع مستبقة؛ فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف ،وأقلقه ،و محب ألهبه الشوق وأحرقه ، وراجٍ أحسن الظن بوعد الله و صدقه ، وتائب نصح لله في التوبة و صدقه ، وهارب لجأ إلى باب الله و طرقه ، فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه ، ومن أسير للأوزار فكه وأطلقه ، وحينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء و يباهي بجمعهم أهل السماء و يدنو ثم يقول : ما أراد هؤلاء ؟ لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان و أعطاهم نهاية سؤلهم الرحمن و هو الذي أعطى و منع و وصل وقطع.
في هذا الموضوع الدعوي أذكركم أيها الأحبة بأمرين:
(صوم عرفة و الدعاء فيه)
أولاً: فضل هذا اليوم المبارك وفضل صومه
1- إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان يوم عرفة و أخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال: ( ألست بربكم قالوا بلى).
صحيح الجامع للألباني حديث رقم 1701
2- صوم يوم عرفة كفارة السنة الماضية و السنة المستقبلة
صحيح الجامع للألباني حديث 3805
ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا أو أمة من النار من يوم عرفة و إنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ماذا أراد هؤلاء ؟
صحيح الجامع للألباني حديث 5796
ثانياً: دعاء يوم عرفة:
إن دعاء يوم عرفة مجاب كلُّه في الأغلب وهو خير الدعاء كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم في جملة الأحاديث الآتية:
1- خير الدعاء يوم عرفة و خير ما قلت أنا و النبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير.
صحيح الجامع للألباني حديث 3274
2- اليوم الموعود يوم القيامة و اليوم المشهود يوم عرفة و الشاهد يوم الجمعة و ما طلعت الشمس و لا غربت على يوم أفضل منه فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله بخير إلا استجاب الله له و لا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه
صحيح الجامع للألباني حديث 8201
*من صيغ الدعوات في يوم عرفات
1- اللهم لا تحرمني خيرَ ما عندكَ لشرِّ ما عندي، وإن لم تتقبل تعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المُصاب على مصيبته.
2- اللهم إن هذه عشية من عشايا محبتك وأحد أيام زلفتك، يأمل فيها من لجأ إليك من خلقك أن لا يشرك بك شيئاً، بكل لسان فيها يدعى، ولكلِّ خير فيها يُرجى، أتتك العُصاة من البلد السحيق، ودعتك العناة من شعب المضيق؛ رجاءَ مالا خلف له من وعدك ولا انقطاع له من جزيل عطائك، أبدتْ لك وجوهَها المصونة صابرةً على وهج السمائم وبرد الليالي، ترجو بذلك رضوانك يا غفار، يا مستزاداً من نعمه ومستعاذاً من نقمه ارحم صوتَ حزينٍ دعاك بزفير وشهيق.
3- اللهم إن كنتُ بسطتُ يدي إليك داعياً فطالما كفيتني ساهياً بنعمتك التي تظاهرت علي عند الغفلة، فلا أبأس بها عند التوبة، لا تقطع رجائي منك لما قدمت من اقتراف آثامي
4- ربِّ، أتراك معذبُنا وتوحيدُك في قلوبنا؟ وما أخالك تفعل.. ولئن فعلت لتجمعنّا مع قوم طالما أبغضناهم لك.
5- سائِلُكَ عند بابك.. ذهبت أيامُه، وبقيتْ آثامه، وانقطعت شهوته، وبقيت تبعاته، فارْضَ عنه.. وإن لم ترض عنه فاعف عنه غيرَ راضٍ
وفقنا الله لما يحب ويرضى..
ولاتنسوني من دعوة في ظهر الغيب..