[size=21]لنكن أكثر موضوعية وصراحة في نقاش قضية الشذوذ الجنسي
الشذوذ الجنسي قديم قدم الخطيئة وانتكاس الفطرة، والتعامل معه متعدد عبر التاريخ وحسب الثقافات والشعوب وخلفياتها العقائدية، إلا أن أغلب الأديان وخصوصاً السماوية وكثير من الثقافات والحضارات عبر الدهور وقفت معادية لهذا السلوك بل ومحاربة له بتشريعات وعقوبات مغلظة، ولست بصدد الكتابة عن تاريخ الشذوذ الجنسي بقدر ما أريد أن أتحدث عن تمدده على خارطة أوطاننا العربية عامة ووطننا بشكل خاص، لم يعد مجدياً أن نحاول أن ندثر ذواتنا بلحاف القداسة والتنزيه كما لم يعد منطقياً أن ننكر وجوده في مجتمعنا وبين ظهرانينا، ذلك أن إنكار سلوك معين مع وجوده يمثل بيئة خصبة وحافزاً مسرعاً لانتشاره.
كثيراً ما نقرأ في صفحات الصحف اليومية أخباراً عن اغتصاب مجموعة من الشباب صغيراً وفعل الفاحشة به، أو اختطاف قاصر وممارسة الرذيلة معه، لو عدنا بالزمن إلى الوراء هل كنا نقرأ عن مثل هذه الحوادث والتصرفات العارية من الإنسانية؟!.
إن لزوم الخطباء في منابر الجمع الصمت حيال هذا الأمر بل واعتقاد ندرة حدوثه وغياب الأقلام التي تتحدث عن هذه الظاهرة وعزوف الدعاة والكتاب وغيرهم عن تناول تفاصيل هذا السلوك جعلنا نستفيق على واقع مرعب، يتمثل في ممارسات شاذة في دورات المياه وبين أروقة المدارس في صفوف البنين وساحات البنات.
في ظل هذا الانفتاح الذي كان محتماً تدفقت إلينا شتى سلوكيات وأخلاق العالم من حولنا عبر ثورة الاتصالات بمختلفها وللأسف فإن قاعدتنا الدينية لم تكن قوية كفاية لتمنع بعضاً من شبابنا وفتياتنا من الانجراف في مستنقعات ملطخة بوحل الخطيئة والانتكاسة الفطرية.
في مدارس وجامعات البنات خفايا وأسرار مخيفة وقصص حروفها لا تسرد سوى قصة مستقبل أسود إذا استمر الأمر على حاله، البداية من حكاية الإعجاب مروراً بمصطلح "البوية" وهي البنت المسترجلة التي تؤدي الدور الذكوري وانتهاءً بالفعل المحرم، وعلى النقيض نجد الفتى (نعومي) والذي يأخذ دور الأنثى.
وأذكر أنني قرأت عن دراسة أجريت عن الشذوذ الجنسي في المملكة العربية السعودية ومدى انتشاره إلا أننا لم نر نتائج هذه الدراسة.
كما أن لكل سلوك مسبباته الاجتماعية والنفسية فإن لهذا السلوك أسبابه الاجتماعية التي تظهر جلياً في غلاء المهور والمبالغة في الزواجات والخسائر التي يتكبدها الشباب مما يجعلهم يصرفون طاقاتهم في طرق أوفر وأرخص بكثير لكنها حتماً أوفر وأسرع لطريق جهنم وأرخص ضياعاً للعرض والشرف، وفي المقابل العنوسة التي تواجهها الفتيات مما يجعلهن ينصرفن إلى المتعة المحرمة.
لنكن واقعيين في تناول هذه الظاهرة وقد لا يراها البعض كذلك ولكنها على العموم ستصبح كذلك في ظل عدم استخدام التدابير الوقائية، نحتاج لمناقشة الحلول في العلن، البعض يرى أن تطبيق أقسى العقوبات التعزيرية يمثل رادعاً قوياً والبعض يرى أنه لا سبيل لمنع هذا الجرم إلا بمقاطعة العولمة الحديثة بكافة تفاصيلها والبعض الآخر يرى عدم الخوض في مثل هذا الحديث ولكنني مؤمنه بأننا نحتاج لحلول ومناقشات أكثر موضوعية تترجم فيما بعد إلى ممارسات وأنظمة تمثل مضاداً لهذا الفيروس الذي يدمر فضائلنا الجميلة .
تقبـــــــــــــــلو مروري