alkhatab1 مشرف المنتدى العام
عدد الرسائل : 298 العمر : 38 العمل/الترفيه : طااااالب جامعي تاريخ التسجيل : 07/10/2007
| موضوع: من روائع كلام ابن القيم رحمه الله حول العشق وماشابهه السبت 13 أكتوبر - 7:18 | |
| بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه روائع من كلام شيخ الاسلام ابن القيم الجوزية رحمه الله حول الآفات التي تحيط بنا في هذا الزمان وفي كلامه الآن إن شاء الله علاج لمن فيه من مرض العشق والشذوذ ....... بداية هذه بعض النصائح التي كتبه شخنا عن اسباب اجتناب الأمر قبل حدوثه فهذا أفضل من الدواء ...... طبعا الموضوع بالأصل جاء متابعة لهذا الموضوع https://shmok.ahlamontada.com/aaEIi-aaCOE-CaOCiC-CaCIEaCUia-f3/aasa-AsEN-aaOaUia-aONCIa-Yi-aCO-OiE-CaODaD-CaIaOi-t36.htmفلصاحبه منا كل التقدير
طرق الدواء المانعة لحصول الداء .......
الجواب من اُصل (( ما أنزل الله من داء إلا جعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله )) والكلام في هذا الداء من طريقين أحدهما : حسم مادته قبل حصولها . الثاني قلعها بعد زوالها , وكلاهما يسير على من يسره الله عليه ومتعذر على من لم يعنه الله فإن أزمة الامور بيده فأما الطريق المانع من حصول هذا الداء فأمران : أحدهما : غض البصر فإن (( النظرة سهم مسموم من سهام ابليس )) ومن أطلق لحظاته دامت حسراته وفي غض البصر عدة منافع : أحدها : انه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده فليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى وماسعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره وماشقي من شقي بالدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره . الثانية : انه يمنع وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه . الثالثة : انه يورث القلب أنسا بالله وجمعه عليه , فإن إطلاق البصر يفرق القب ويشتته ويبعده عن الله , وليس على القلب شيئ أضر من اطلاق البصر فإنه يورث الوحشة بين العبد وربه الرابعة : أنه يقوي القلب ويفرحه , كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه . الخامسة : أنه يكسب القلب نورا كما ان اطلاقه يكسب ظلمة ولهذا ذكر الله تعالى آية النور عقيب الأمر بغض البصر , فقال : (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم )) ثم قال إثر ذلك : (( الله نور السموات والأرض مثل نوره مشكاة فيها مصباح )) أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه , واذا اسنار القلب أقبلت وفود الخيرات عليه من كل ناحية كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان , فما شئت من بدع وضلالة واتباع هوى واجتناب هدى وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب القساوة فإن ذلك إنما يكشف له النور الذي في القلب فإذا نفذ ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلمات .
السادسة : أنه يورث فراسة صادقة يميز بها بين الحق والباطل والصادق والكاذب , وكان شجاع الكرماني يقول: من عمَّر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات واغتذى بالحلال , لم تخطئ له فراسة . والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله , من ترك شيأ لله عوضه الله خيرا منه , فإذا غض يبصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته عوضا عن حبس بصره لله ويفتح عليه باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة المصيبة التي إنما تنال ببصيرة القلب , وضد هذا ما وصف الله تعالى من العمه الذي هو ضد البصيرة فقال الله تعالى : (( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون )) فوصفهم بالسكرة التي هي فساد العقل , والعمه الذي هو فساد البصيرة , فالتعلق بالصور يوجب فساد العقل وعمه البصيرة وسكر القلب , كما قال القائل :
سكران سكر الهوى وسكر مدامة **** ومتى إفاقة من به سكران
وقال الآخر :
قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم *** العشق اعظم مما بالمجانين العشق لا يستفيق الدهر صاحبه *** وإنما يصرع المجنون في الحين
بقي أربعة فوائد ننقلها في وقت لاحق إن شاء الله حتى لا اطيل عليكم
وبعدها تأتي المرحلة الثانية من طرق العلاج ......
| |
|